کد مطلب:239604 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:140

و أما کتمه لفضائل الامام
و من جملة الامور التی كانت تدور فی فلك خطة المأمون، التی لخصها بأنه یرید الوضع من الامام قلیلا قلیلا، حتی یصوره أمام الرعیة بصورة من لا یستحق لهذا الأمر - محاولاته كتم فضائل الامام (ع) و مزایاه عن الناس ما استطاع الی ذلك سبیلا .. و قد تقدم : أنه عندما سأل رجاء بن أبی الضحاك، الذی تولی اشخاص الرضا (ع) من المدینة الی مرو، عن حال الرضا (ع) فی الطریق ؛ فأخبره عما شاهده من عبادته (ع)، و زهده و تقواه، و ما ظهر له من الدلائل و البراهین، قال له المأمون : « .. بلی یا ابن أبی الضحاك، هذا خیر أهل الأرض، و أعلمهم، و أعبدهم ؛ فلا تخبر أحدا بما شهدت منه ؛ لئلا یظهر فضله الا علی لسانی .. » !! .

و هكذا .. فان المأمون و ان استطاع أن یمرر الكثیر، الا أنه لم یكن یجد بدا فی كثیر من الأحیان من أن یظهر علی حقیقته و واقعه . و هذا هو أحد تلك المواقف التی مرت و سیمر معنا بعضها، التی اضطر فیها



[ صفحه 373]



المأمون لأن یكشف عن وجهه الحقیقی .. و ان كان قد حاول - مع ذلك - أن یتستر بما لا یسمن و لا یغنی من جوع .

و لا أعتقد أن المأمون كان یجهل : أن ما یأتی به لم یكن لینطلی كله علی أعین الناس، بل كان یعلم ذلك حق العلم، و لكن كما یقولون : « الغریق یتشبث بالطحلب » .

- و لكن .. بالرغم من محاولات المأمون تلك .. فاننا نری أن فضائل الامام و مزایاه كانت كالعرف الطیب، لم تزل تظهر، و تنتشر و تذاع .. بل و لعل محاولات المأمون تلك، التی كانت ترمی للحط من الامام و اسقاطه، قد أسهمت كثیرا و ساعدت علی اظهار فضائله، و شیوعها، كما سیتضح .